فى هامش تقیم الابحاث البلینوم ٣٢, حول اعاده التصويت على انتخاب السكرتير

0

ان هذا البحث ینتقد تصور و اسلوب معین حول انتخابات داخل اهحزب، قدمت الی قیادة الحزب عن طریق الرفیق مٶید احمد کملحق لبحث “من اجل بناء حزب سياسي موحد!تقييم لبحث الوضع السياسي للحزب في البيلينيوم“. وقد کتبتە فى اواخر اواخر شهر ایلول ٢٠١٦.

      مادمت  قد قدمت تقييمي من خلال هذا البحث ومن وجهه نظري الشخصيه للبلينيوم ال32 ، فلابد لي ان اعرج على موضوع  هو برايي هام وحساس  وقع اثناء البلينيوم. لقد علمت انه، وفي عمليه التصويت لانتخاب  سكرتير اللجنة المركزية، قدم اثنان من المصوتين  ورقه بيضاء. وهذا بنظري امر سلبي وغير صائب، لانه، وفي المحصلة الاخيرة، لابد للجنة المركزية من سكرتير. وهذه مساله مقررة في  الضوابط الحزبية، وكان لابد من الالتزام بها. فتقديم ورقه بيضاء يعني عدم التصويت لانتخاب سكرتير.  ففي الحزب السياسي، لابد من تعميم  اي تقليد يتم اعتماده، وهذا يعني ان يلتزم به الاخرين. فلنفترض ان رفاقا اخرين قد قاموا بتقديم اوراق تصويت بيضاء، ففي هذه الحاله سيتعذر انتخاب السكرتير، وبالنتيجة فان اهم منصب حزبي سيكون شاغر،ا و هذا ممكنا ان يكون خطوة اخرى بالضد من بناء الحزب وهيئاته و ياخذ بالحزب الى اتجاه اخر. و تجدر الاشارة الى ان تقاليد الحزب الشيوعي ترفض التعبير عن الخلافات من خلال التصويت. فالشكل الصحيح للتعبير عن الخلافات هو عن طريق طرح النقد والاراء السياسية والفكرية ويعبر عنها  بشكل صريح وواضح  وشفاف. لا بشكل سري و من خلال ورقه التصويت، وفي هذه الحالة، كانت من خلال تقديم ورقه بيضاء . وهنا يعني ان المصوت ليس له مرشح مناسب من وجهة نظره، وكان حريا واصوليا  في هذه الحالة ان يقوم المصوت بالورقه البيضاء بترشيح نفسه للمنصب، وان يصوت لنفسه. ان التصويت بورقه بيضاء هو تقليد مضر و محل انتقاد. وعلينا ان نحاول لان لا يكون لهذا الاسلوب مكان في حزبنا. و ان كل ما يمكن قوله  فيما يخص هذا الاسلوب الخاطئ  هو هذا وحسب، وان تثبيت هذا التصور مرتبط بعملية نقد واعي مثلها مثل اخطاء و سلبيات اخرى موجودة.

برأيي انما تعامل  البلينيوم، ومن  نواحي عدة، يعد ارتكاب خطأ اكبر من الحادثة نفسها. ان القاء نظرة على رد البلينيوم يتطلب ان نمنع من ان يكون هذا مقدمة لاخطاء تتكرر  داخل الحزب، و التي برايي ستلحق ضررا و استطيع ان اجزم  بانها غير اصولية. و هنا اود ان اشير الى النقاط التاليه:

اولا/ كان يكفي ان يقوم شخص من البلينيوم  والاغلبية المصوته للسكرتير باعطاء التوضيح الذي جاء في الفقرة الاولى اعلاه و ينتهي عندها الامر، لا ان يقوم عده اشخاص بالتتابع بتوجيه و شن الهجوم  على هذا التقليد مما نجم عنها خلق اجواء غير مريحة. فالمبدأ الاساسي في عمليه  التصويت الحر لمنصب من هذا القبيل يكمن في سريته، فان تواجدت الاجواء لكشف هوية المقترع في حزبنا، حينها لايبقى اي مجال لقيمة التصويت الحر، ومن جانب اخر، من الممكن ان يتسبب ذلك باحداث خدش معنوي للاشخاص، و يوجه ضربة للانسجام الداخلي للحزب و خلق صعوبة للعمل مستقبلا بين المصوت و المرشح.

  ِثانيا/ اعاده عمليه التصويت بهذا المبرر لم تكن ضرورية، ليس هذا فحسب، بل وكانت غير اصولية. فنتائج التصويت  كانت حصول السكرتير على 15 صوت من مجموع 17 ، وهذا يعني ان عمليه اعاده التصويت سوف لن تغير من النتيجة شيئا، وفي هذه الحاله تحرق الاصوات البيضاء و لايتم احتسابها،  و بهذا المعنی السكرتير قد تم انتخابه بالاجماع، لانه و حسب الموازين و القوانين الحزبية، تعد الاصوات البيضاء بمثابه المحروقة، او تعتبر كأن  الشخص غير مشارك بالتصويت وعندها ماكان يجب ان يعاد التصويت لانها  ما كانت لتغير  من النتيجة.

  ثالثا/ ان ما جرى من اعادة لعملية التصويت في البلينيوم ال 32 ، كان يعني محاولة لاجبار هذان الشخصان للتصويت للمرشح، وهذا ايضا عمل غير اصولي . لنفترض جدلا ان الشخصين الذين صوتا بورقه بيضاء اقتنعا بالتوضيحات التي اشارت الى ان  التصويت بورقه بيضاء هو اسلوب خاطئ و مرفوض و ان التصويت  على انتخاب مرشح يجب ان ينبع من القناعة السياسية للشخص  المصوت، و لنفترض ايضا  ولاجل تثبيت هذا النقد، لابد لهذان الشخصان ان يقوما بترشيح انفسهما ايضا و ان يصوتا لنفسيهما، و هنا  بالنتيجة، سيعني انكشاف هويه هذين الشخصين، و يعد هذا امرا غير اصولي و خاطئ من جهة، و صعب ايضا من   الجهة الاخرى، و في الواقع  فقد  حرمت هذه الاجواء هذين الشخصين من اية فرصة سوى ان يصوتوا  للمرشح شائا ام ابيا، و بالضد من ارادتهم الشخصية وقناعتهم السياسية! فهل من المعقول ان نصف هذا بتصويت حر؟   لان الامر قد حدث اثناء اجراء عمليه التصويت الاولى والتي فاز بها السكتير بالاجماع، لانه و كما ذكرت انه وفقا للضوابط الحزبية فان الاوراق البيضا ء لا يتم اعتبارها  اصوات موافقة او مخالفة او ممتنعة، بل يتم حرقها ولاتدخل في الحساب، في حين  حصل اجبار غير مباشر في عمليه التصويت الثانية.

  باعتقادي ان لم  يجرى انتقاد هذا التصرف بشكل واضح، فستكون له اثارا سيئة، و سيولد اجواءا سيئه في عمليات التصويت داخل الحزب . فعمليه الاقتراع و التصويت لابد ان تكون سرية  بشكل تام ، اذ ان التصويت يفقد مشروعيته  ان شابه اي شكل من اشكال الشك  وانكشاف ومعرفه هوية المصوتين. اما خارج الحزب، فسيعد هذا الامر فرصة لتلطيخ سمعه الحزب اذا ما اكتشفوا حدوثه، و سيكون من الصعب على المجتمع،  اذا ما تمكنا من استلام السلطة، تصديق اننا حزب يدافع عن الحرية.

  رابعا/   هناك من شبّه  عملية التصويت على انتخاب السكرتير في البلينيوم الاخير بذلك الذي جرى في البلينيوم ال19 لانتخاب المكتب السياسي للجنة المركزية، و الذي جاء  حينذاك بناءا على اقتراحي . اذا ما اخذنا هذا بنظر الاعتبار، ويمكن ان يبدو كذلك، ان هناك تشابه بين هاتين الحالتين. في الواقع  اننا امام  حالتين مختلفتين ، وعلي النقيض من بعضهما. و هنا لابد لي من توضيح ذلك:

ـ ان ما حدث في البلينيوم ال19 هو لحل مشكلة سياسية، وان عملية اعادة التصويت  ستحدث  تغيرا في النتيجة،  ومن خلاله يتم حل هذه المشكلة. فذلك التصويت كان يشوبه اشكال سياسي نجم عن ظهور اختلاف سياسي في البلينيوم  وان الاقلية التي عبرت عن  اختلافاتها، قد تم ابعادها من المكتب السياسي من قبل الاغلبية، و كان هذا بحد ذاته مخالفة للقيم الشيوعية التي تمنع حل الاختلاف السياسي بواسطه التصويت ، كما وكانت ابتعادا عن  مصلحه الحزب ووحدته،  كانت تقف بالضد عما هو متداول في الاحزاب السياسية و الشيوعية في المحافظة على المكانة السياسية للافراد وعدم حرمان الحزب من دورهم و مكانتهم  بسبب اختلاف تصوراتهم و… الخ،  وان كل ما حدث في البلينوم 32 هو عمل يمكن نقده، لكن اعادة عملية التصويت لم تغير النتيجة و لم تحل ايه معضلة، بل خلقت اشكالا عرضيا تحدثت عنه في اعلاه، لا اكثر.

ـ في البلينيوم ال19 ، كان  الامر الاكثر اهمية هو ان الاغلبية  صاحبه القرار اخطأت وتم انتقادها وكان من ضمن صلاحياتها ان تمتنع عن اعاده التصويت ان لم تقتنع  بتلك الانتقادات و انها التزمت باعاده التصويت  على اساس الاعتقاد  الحر و القناعه بالخطأ المرتكب. امافي البلينيوم ال32  فالامر على العكس تماما  ، فمرتكبي الخطأ كانوا اقلية  صغيرة جدا عباره عن شخصين من سبعه عشر شخص،  فهذان الشخصان لا يملكان ايه صلاحية في اقرار اعاده التصويت سواء اقتنعا بالنقد  ام لا،   بل وحتى لم يتمكنا من التحدث و لا من ابداء صوتهم المخالف كي لايكشفا عن هويتهما. بل كان امامهم خيار واحد و هو القبول باعاده التصويت والرضوخ لواقع وجود  مرشح واحد لهذا المنصب. و لتقريب الصوره و توضيحها اكثر وتشبيه الاغلبية بصاحبة القرار والاقلية بمعارضه في قاعات البلينيوم، ففي البلنيوم ال19 قامت الاغلبية الفائزة و صاحبة القرار بتغيير نتيجه انتخابها، و كان بمقدورها ان لاتفعل ذلك ان ارادت، في حين ان ماجرى في البلينيوم ال 32 هو قيام الاغلبية صاحبة القرار وبقرار  منها بتغيير تصويت  المعارضة و  فرضته عليها بشكل عملي.

ـ في البلينيوم ال19 و ان لم تخني الذاكرة، كان هناك عدد كبير من المرشحين لانتخاب 24 عضو مكتب سياسي. لذا، وعلى الرغم من اعادة عمليه التصويت، فان الفرصة كانت متوفرة لاولئك الذين لم يقتنعوا بالانتقادات لان لايقوموا بما هو بالضد من قناعاتهم الشخصية و السياسية، ان لايصوتوا لمرشحين غير مقتنعين بهم و ان يمنحوا صوتهم لاشخاص او يقللوا من عدد المنتخبين في قوائمهم والعمل بما يمليه عليهم ضميرهم . في حين ان البلينيوم ال32    كان له مرشح واحد لمنصب السكرتير و لغرض عدم الكشف عن هويتهم لم يتمكن المصوتين بورقه بيضاء  ان يرشحوا انفسهم و من ثم التصويت لانفسهم ، فقد كان الامر على العكس مما جرى في البلينيوم ال32 ، فقد كان امامهم طريق واحد  سواءا  ارادوه ام لا، و هو التصويت للمرشح الوحيد، فلماذا ولاجل ماذا كان هذا الاجبار و هذا الفضاء الخانق و عذاب الضمير هذا ؟ في الوقت ان عمليه التصويت قد اتت بنتائجها بشكل اصولي و لم يحدث اي خرق للاصول و القوانين الانتخابية. انني اؤكد على ضرورة اصلاح هذا الخطأ، و الا فستكون سابقة سيئة و  ستضيق الاجواء و ستضع بثقلها على الممارسة الانتخابية والتصويت داخل الحزب و سيلحق بنا ضرر كبير.

اواخر ایلول ٢٠١٦

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here