عمال نفط البصرة ومعركة طبقية عظيمة

0

ريبوار احمد:

    يقف عمال نفط البصرة، ولعدة اسابيع، بثبات وصمود راسخين في ميدان مجابهة طبقية. في حمية الاوضاع السياسية الحساسة الراهنة للعراق ومواجهات الحركات الرجعية، يمكن تلمس اهمية ومكانة نزول عمال البصرة، ، قبل اي شيء اخر، في رد فعل السلطة البرجوازية. اذ دب الارتباك بدءاً في الهيئات العليا للسلطة في البصرة نوعاً ما، واظهروا انفسهم كمدافعين عن العمال، واعطوا الوعود بتنفيذها. فمن رئيس مجلس المحافظة الى ادارة شركة النفط، اعلنوا انهم سيكونوا في مقدمة صفوف العمال في الاحتجاج ان لم تلبي الحكومة مطاليبهم هذه.ً شعر بعدها رئيس الوزراء بمخاطر هذه الحركة العظيمة، سافر يوم 22 شباط للبصرة لحبك مؤامرة لالحاق الهزيمة بالعمال. وعقد اجتماعاً بهذا الخصوص مع ادارة الشركة ومجلس المحافظة. فوفقاً لهذه الخطة، ان يكون الجميع، من رئيس الوزراء ووزير النفط وصولاً للمؤسسات الامنية والاستخباراتية، على اهبة الاستعداد والانهماك في ارعاب عمال وقادة هذه الحركة وتخويفهم.

    في خضم هذه الاوضاع السياسية الصعبة، دفع الصراع الرجعي القائم بين السلطات والحركات البرجوازية حول السلطة والثروة المنهوبة وتقسيم ثمار عرق كدح الطبقة العاملة المجتمع نحو حافة الدمار والانهيار. اضاء نزول عمال نفط البصرة شمعة دلت المجتمع على سبيل اخر وافق اخر ومستقبل اخر، مجتمع متعطش للحرية والكرامة الانسانية. خطا عمال نفط الجنوب خطوة في هذا الميدان، ميدان نضال جميع المضطهدين وجميع التحرريين وتلك الجماهير المليونية التي لاتريد ان تتلاعب الحركات البرجوازية بمصيرهم ومجتمعهم مثلما هو الحال مع السنوات العشرة المنصرمة، وتحترق بنار الحرب والصراع الرجعي لتلك القوى وتغور اقدامها اكثر بالسياسة والافق الرجعي لتلك القوى حيث الدمار المتعاظم. في الميدان السياسي والاجتماعي الراهن في العراق، تعد هذه الحركة وهذه الراية الميدان الحقيقي لنضال العمال والجماهير المحرومة، انها طليعة النضال الحقيقي صوب عالم افضل. وعليه، فان انتصار او هزيمة هذه الحركة، على السواء، هو انتصار وهزيمة النضال من اجل الحرية والرفاه وغد افضل. فبقدر درجة انتصار عمال نفط البصرة في نضالهم هذا والخروج بمكاسب، يُدفع مجمل النضال التحرري والمساواتي خطوة للامام. بناءاً عليه، يجب ان لايبقى عمال نفط البصرة لوحدهم في هذا النضال.

    لاينتظر احد دون شك من هذه السلطة البرجوازية الرجعية القومية والاسلاميية المليشياتية اكثر من مؤامرات القمع ومساعي قمع واسكات العمال. مثلما شرعوا به الان. ان يُعاقب قادة الحركة العمالية بتهمة “ايقاف العمل والانتاج” لايعني سوى عزم هذه السلطة على فرض العبودية المطلقة على العمال. ان مجمل اساليب التعبير عن الاحتجاج، ومن ضمنها ايقاف الانتاج، ليست حقاً اولياً للعمال، بل سلاحاً نضاليا وطبقياً مؤثراً. في اي البلد، يعد تظاهر العمال وايقافهم للانتاج جريمة ويحدد لها عقاباً، وان تمكنت البرجوازية من فرض هذا، فمعناه ان يفرض على العمال وهم موثقوا الايدي حدود كبيرة من انعدام الحقوق وان يعملوا في اسوأ ظروف العمل.

    انها حرب حقيقية تشنها السلطة البرجوازية ضد مجمل الطبقة العاملة والجماهير المضطهدة. ان فرضت هذه البربرية على عمال البصرة، فهذا يعني ان على العمال في جميع مراكز العمل، من الان فلاحقاً، ان يطأطأوا رؤوسهم عديمي الحقوق للعبودية، في الوقت ذاتها انه تهديد لكل صوت احتجاجي يعلو ضد القسر والظلم في اي مكان في المجتمع. ينبغي احباط مؤامرة المالكي والحكومة والمؤسسات القمعية، وان تنال ردأ تستحقه. وبدون شك، عقد عمال نفط الجنوب انفسهم العزم على احباط هذه المؤامرة وتركيع البرجوازية. بوسع اجتماع وخطط يوم 8 من اذار لقادة وناشطي عمال البصرة ان يكونا خطوة مؤثرة في هذا السياق. بيد انه لمن الضروري، في هذه المواجهة الطبقية، ان تشارك الطبقة العاملة في عموم العراق، وتحول مجمل المراكز الى ميدان للتضامن مع عمال نفط البصرة لاحباط هذه المؤامرة المتغطرسة للبرجوازية. من الضروري، في هذه المواجهة، ان يدخل مجمل المضطهدين والتحررين الميدان بصورة دؤوبة لمساندة عمال البصرة وثباتها في الميدان لتركيع هذه السلطة المليشياتية. كما ينبغي ايضاً في هذا النضال جلب تضامن عالمي عريض لعمال البصرة. على الحزب الشيوعي العمالي ان يلعب دوراً طليعياً في تنظيم وتحريك مجمل هذه الميادين.

    في هذا الصراع، ان اي بطىء في التحرك، وان اي توهم او شك بهذه السلطة وماينتظر منها من تعسف وغطرسة لكسر ارادة العمال، وان اي نسيان اواغماض العين عن نقاط ضعف الحركة العمالية والوقوف مكتوفي الايدي تجاهها، سيترك مخاطر جدية لتوجيه ضربة مؤثرة لنضال عمال نفط البصرة. ان الاجتماع الواسع لقادة وناشطي شركة عمال نفط البصرة يوم 8 اذار وتلك الخطط والخطوات التي اتخذت هي مهمة ومؤثرة جدا، لكن من الضروري القيام بها دون ابطاء وتاخير، وبالاخص اعلاء صوت واحد والوقوف صفاً واحداً واستعداد جميع عمال واقسام الشركة للقيام برد يناسب اي خطوة معادية للعمال وقادتهم من قبل للسلطة. ان بوسع هذا ان ينزع البرجوازية وسلطتها سلاحهما ويجردهما منه. على اللجنة القيادية لهذه الحركة ان ترفع بوضوح صوت تطلعها من جميع عمال العراق ومنظماتهم، من جميع الجماهير التحررية والمنظمات والاطراف الداعية للمساواة، من جميع العمال والراي العام العالمي التحرري، وان توضح طرق التضامن وماينبغي عمله. ان بوسع عمل مبرمج وذا خطة ان يؤمن تركيع هذه السلطة المافياوية وتحطيم مساعيهم الهزيلة. وبانتصار عمال البصرة في هذه المعركة الطبقية، ستخطو مجمل الحركة العمالية في العراق ونضال التحررين خطوة كبيرة للامام. بل وحتى بوسع هذا الانتصار ان يكون مستهل انعطافة نوعية مهمة في الصراع السياسي في العراق. ينبغي توظيف جميع الامكانات وباعلى المستويات من اجل تحقيق هذا الانتصار.

    9 اذار 2013

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here