نص رسالتي الی قیادة الحزب فى ٢٨-٩-٢٠١٧

0

الرفيق مؤيد احمد!

الرفاق في المكتب السياسي!

بعد التحية،

مثلما وضحت ادناه اني انهي عملي مع الحشعع. اني مجبر دون شك على ان انشر هذه الرسالة على صعيد المجتمع وللاطلاع العام كي لايحسب ما اقول او اعمله او مايقول الحزب ويعمله على بعضنا. غير هذا، لا اريد الدعاية لهذه القضية ولا الدعاية ضد حشعع. ومن اجل ان لا اضع الحزب والقيادة امام موقف وقرار مفاجيء، فاني اؤجل نشر هذه على الصعيد العلني لمدة اسبوع، وارى من المناسب ان تنشروها على صفوف الحزب خلال هذا الاسبوع. وبعد ذلك سوف اقوم بنشرها فقط على صفحتي في الفيسبوك…. مع احترامي … ريبوار احمد28 /9/2017 

بصدد انهاء عملي مع الحزب الشيوعي العمالي العراقي!

من المؤسف جداً أنني مضطر لإعلان اقراري بحقيقة أن الحزب الشيوعي العمالي العراقي ما عاد حزباً أستطيع الدفاع عنه على الصعيد السياسي والاجتماعي ومن ناحية الممارسة العملية، كذلك من ناحية تقاليد النشاط الحزبي وحتى من ناحية الشكل الحالي للعلاقات الداخلية والتقاليد الحزبية التي يتبعها بشكل عملي. هذە الحقيقة المريرة لم تترك لي سبيلاً غير إعلان انفصالي عن حزب ساهمت قدر استطاعتي عمراً طویلاً في تأسيسه وفي نشاطه ودفع أعماله الى الأمام وكنت أحمل همه على الدوام. على الرغم من اختلافي في العديد من الجوانب السياسية والعملية و التقاليد الحزبیة مع سياسات وممارسة وأسلوب عمل الحزب، على الاقل في السنة او السنتين الماضيتين، وبالاضافة الى المقالات التي نشرتها بصورة علنية واثباتية وغير نقدية، بل وأنني عرضت وجهات نظري وتصوراتي لمرات عديدة بشكل مكتوب وقدمتها لقيادة الحزب. غير أن هذا بحد ذاته لم ولن يكون السبب الوحيد في اتخاذ قراري هذا. فالحزب الشيوعي العمالي العراقي ومنذ يوم تأسيسه كان يحفل دائماً بالاختلافات والتناقضات السياسية والفكرية وأساليب العمل المختلفة. وقد كانت تلك الاختلافات تشتد أحياناً وتهدأ أحياناً أخرى. ولم أفكر أبداً بالانفصال او الانشقاق عن هذا الحزب على أساس اختلاف التصورات الفكرية والسياسية، لأنني كنت أعتبر ذلك ظاهرة طبيعية جداً داخل الأحزاب السياسية ولا أستطيع تصور وجود حزب سياسي من دون اختلاف في وجهات النظر في مختلف الابعاد والمستويات. وكان هذا تقليداً في حزبنا لسنوات طويلة، فأن الاختلاف أياً كان وجوده، استطعنا في خاتمة المطاف أن نحقق قدراً من الانسجام يحافظ من ناحية مصالح الحزب والحركة على وحدة الحزب ووحدة إرادته، وتنظيم آليات إدارة الاختلاف بواسطة التقاليد الحزبية، وإظهار الحزب دائماً (عدا في بعض الحالات النادرة والفترات القصيرة والقليلة التأثير) كهيكل واحد على الصعيد الاجتماعي.

وبخصوص كيف وضمن اي عملية توصلت اليوم لهذا القرار فإنني سأعلن عن أسباب ودلائل أكثر متى ما رأيت ذلك ضرورياً ومناسباً، ولكنني هنا أجد من الضروري أن أوضح باختصار فقط مجموعة من النقاط بصدد قراري هذا:

  • وفقاً لأصول القيادة الشيوعية في تقاليد الحركة الشيوعية العمالية، فإن واجب قيادة الحزب صياغة سياسة شيوعية واضحة، ومن ثم تحمل المسؤولية الشجاعة عن أية أخطاء على أي مستوى سياسي وعملي وتنظيمي. ومن المؤسف أن قيادة الحزب الحالية بينت أنها لا تتمتع بهذه الصفات والخصائص على هذه الاصعدة. كمثال على ذلك ساتحدث عن سياسة وتعامل الحزب مع تحولين كبيرين جداً:

أولاً: على العكس من الصراحة والوضوح والشجاعة والحزم التي كانت جزءاً من التقاليد الشيوعية طوال تاريخ شيوعية ماركس، ولكن فيما يتعلق بمعركة الموصل فإن التقليد المتبع هو القاء اللوم على الناس لانە یفهمون موقفنا بشكل خاطئ وغير صحيح! لقد عبر الحزب عن موقفه من معركة الموصل ببيان وقال “ان هذه الحرب يجب إيقافها فوراً” وهنا لا أناقش صحة أو خطأ هذا الموقف، بل كان من المفترض أن يكون الرد الشيوعي الواضح والشجاع مقابل الأسئلة والانتقادات التي برزت داخل الحزب وخارجه بخصوص هذا الموقف هو لو كان الحزب يعتبر موقفه صحيحاً، إذن لكان عليه الدفاع عنه بصراحة ووضوح، ولو كان نادماً ويعتبره غير صحيح، لكان عليه الاعتراف بعدم صحته وانتقاده بثورية. غير أن الحزب لم يقم بأي من هذه الأمور وقام بدلاً من ذلك بتبريره واتهم الجماهير بأنها اساءت فهمه وحكمت عليه من عنوانه بدلاً من الانتباه لجوهر ومضمون البيان! لأنها بدلاً من أن تنتبه لعنوان بيان الحزب “يجب أيقاف الحرب فوراً” كان من الضروري التدقيق بجوهره، والاتيان بتبرير انه العنوان كان يفتقر لبعض الدقة! “حول الحرب ضد داعش ومعركة الموصل.. حوار مع مؤيد احمد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي”

ثانياً: وفيما يتعلق بالاستفتاء (استفتاء واحد جاري) قال بيان الحزب أن الاستفتاء هو حق للجماهير وآلية مناسبة لحل القضية الكردية، وتم التأكيد في ذلك البيان على أن الحزب الشيوعي العمالي العراقي يساند الحزب الشيوعي العمالي في كردستان في كافة ميادين نضال. إلا أنه وبعد البيان، تحولت شبكات التواصل الاجتماعي مكان نقاشات قادة الحزب وكوادره حول الابحاث التي من المفترض ان تحسم داخل الهيئات القيادية للحزب، وتمت كتابة سلسلة من المقالات ضد الاستفتاء وضد موقف الحزب الشيوعي العمالي في كردستان. وعندما تعرض الحزب لتلك الاسئلة والانتقادات القائلة بأن سلسلة المقالات المكتوبة من قبل اعضاء فى أعلى المراجع القیادیة للحزب تتناقض و تقف ضد الموقف الرسمي للحزب الوارد في بيانه، تم تبريرهذا الامر بأن الحزب الشيوعي العمالي العراقي راعى الحزب الشيوعي العمالي في كردستان، ولم يشأ التعبير مباشرة عن موقف مخالف لموقف الحزب الشيوعي العمالي في كردستان، لذلك تمت صياغة البيان عن “الاستفتاء بشكل عام” بحيث يتم تفسيره كتأييد للاستفتاء وموقف الحزب الشيوعي العمالي في كردستان أو بالعكس أيضاً! وجرى القيام بذلك لترقيع أن سلسلة المقالات لا تتناقض مع الموقف الرسمي للحزب! فهل هذا هو موقف جدير بحزب شيوعي؟! مادام هناك استفتاء محدد وجاري، لماذا يتحدث الحزب عن استفتاء بشكل عام و غامض بدلا من توضيح موقفه من عملية محددة وجارية بشکل واضح و صریح؟!

أيها الرفاق! أقبلوا بأن الحزب السياسي، وخصوصاً الحزب السياسي الشيوعي لا يمكن أن يكون على هذا المنوال. الحزب السياسي الشيوعي يقر قرارته السياسية بصراحة ووضوح وشجاعة وفقاً لمبدأ رأي الأكثرية والأقلية، وبعد ذلك يقوم الحزب كله ككتلة واحدة بتطبيق تلك القرارات وتنفيذها. فالنهج المتبع في المناقشة واختيار السياسة في هاتين الحالتين أقرب الى نهج النوادي الثقافية منه الى نهج حزب سياسي.  واصبح مراعاة موقف ووضع الحزب الكردستاني مبرراً لهذا الموقف الذي يستنتج كل شخص منه على العكس مما یقولە صاحبە، ای حشعع. وبهذا الخصوص فإن نفس الحزب الذي تمت مراعاته تعرض لأحكام قاسية جداً وتم اتهامه بتهم كبيرة جداً. والأكثر من ذلك تم فتح الأبواب على مصراعيها للنزعات الهامشية المُهمَلة داخل الحزب وخارجه لممارسة مختلف أشكال الهجوم على “الحزب المدعوم”، وليس هذا فقط بل تعريضه لأقبح و اسوأ أشكال المهاترات اللاسياسية. فهل هذه هي مراعاة وضع الحزب الشيوعي العمالي في كردستان ومساندته؟

إن الشيوعية والطبقة العاملة ليست بحاجة لهذا النوع من المواقف المزدوجة! وليست مدينة لأي أحد أو أي طرف! لو كان سبب هذا التقلب بخصوص الاستفتاء مراعاة وضع الحزب الشيوعي العمالي في كردستان، لكان هناك سبيل صحيح وشيوعي، ولكان من الممكن القول بصراحة أننا لا نعتبر الاستفتاء آلية وتكتيك صحيح ومناسب الآن (أو في أي وقت) ..و..، ولكن مع ذلك فإننا نعتبر الحزب الشيوعي العمالي في كردستان حزباً شقيقاً من نفس الحركة وحليفاً ونسانده ونقف الى جانبه بكل طاقاتنا في أي صراع ومواجهة يخوضها. وهذا أكثر شيوعية، أكثر صراحة، أكثر مبدأية وأكثر وفاءاً للحزب الشيوعي العمالي في كردستان. هكذا تعامل ماركس وأنجلز مع كومونة باريس، وهكذا تعامل لينين مع ثورة ١٩٠٥. وليس الدعم ظاهرياً للحزب الشيوعي العمالي في كردستان وتبرير الغموض والتقلب السياسي بذلك والهجوم عملياً عليه وفتح الأبواب أمام الأشخاص الآخرين للقيام بحماسة بهذا العمل.

يقول منصور حكمت في مبادئ وأساليب القيادة الشيوعية: (القيادة الشيوعية مسؤولة عن الاضطلاع بدور طليعي. لا يتخذ القادة الشيوعيون قراراتهم استنادا الى الحلول الوسطية او التوفيق بين النظرات المختلفة، بل الى أكثر النظرات الطليعية الموجودة في الحزب والحركة الطبقية. ان القيادة الشيوعية ليست قيادة محايدة، بل انها قيادة متحيزة وحازمة حيث تتخذ قراراتها على اساس مبادئ اساسیة ايديولوجية  وعلى اساس تحليلها المحدد للأوضاع المحددة وتتحمل مسؤولية عواقب هذه القرارات. لهذا، تضع القيادة الشيوعية على عاتقها مهمة التحديد والاختيار السريع للمواقف الطليعية تجاه كل مسالة والوفاء العملي لهذه المواقف وقبول مسؤولية تنفيذها.)

  • الوحدة السياسية للحزب هي على الدوام أهم الأسس والركائز لأي حزب شيوعي والحفاظ على تلك الوحدة هو واحد من أهم واجبات ومسؤوليات قيادة الحزب. توحيد الحزب والإبقاء عليه مترابطاً، توفير أوسع الفرص للبحث والنقاش وتبادل الآراء الفكرية والسياسية بين صفوف كوادر الحزب، خلق فرص سليمة للجدال والمناظرات السياسية والنظرية، وفي النهاية الحفاظ على اتحاد الحزب من الواجبات والمهام لقيادة الحزب الشيوعي. ولكن من المؤسف وحدة الحزب الشيوعي العمالي العراقي تعرضت برأيي للهجوم عليها من قبل أعلى المراجع الحزبية. فالقيادة هي من بادر لانتهاك الأصول والقرارات والمقررات الحزبية والتنظير لذلك الأمر. وبهذا الشكل وضعت الحزب كنسيج سياسي اجتماعي منظم على مسار الانهيار. وحلت المحفلية والعصبوية محل الانسجام والعمل الحزبي الموحد. قيادة الحزب والمكتب السياسي بشكل أكثر تحديداً هو من بادر بالضد من الحفاظ على انسجام ووحدة الحزب والدفاع عن الحزب وسياساته المقرة والمصادق عليها كي تحارب كوادر الحزب وصفوفه بعضها بعضاً على الصعيد العلني.
  • إن خلق أجواء سياسية و سلیمة في الحزب، والدفاع الحازم عن المبادئ الشيوعية في الحزب، والدفاع عن الكرامة السياسية والشخصية لرفاق الحزب بغض النظر عن الاختلاف السياسي، هي جزء من مهام قيادة أي حزب شيوعي. وللأسف نحن نشهد اليوم بشكل صارخ وعلني الاهانة وإلقاء التهم من قبل أعلى مستويات قيادة الحزب على الرفاق الذين يشاركونها العمل في نفس الهيئات الحزبية وانتهاك الكرامة الشخصية ضد شخصيات الحزب سواء بشكل فردي أو بشكل جماعي الى الدرجة الذي وصلت فيه الأمور حداً بحيث لم يبق أي أحساس بالأمن داخل صفوف الحزب. وبدلاً من اتخاذ موقف شيوعي حازم مقابل هذا النوع من الممارسات، يتم الاحتكام للنسبية السياسية وغض النظر والتغافل عن هذه الخروقات والانتهاكات للمبادئ والأصول. إذ شاعت العلاقات المحفلية والحلقية المرضية وسحق الكرامة وانتهاكها. هذا التقاليد هي على وشك التنامي والتصاعد على مستوى قيادة الحزب، والنظر إليها كأمر اعتيادي وطبيعي. والأكثر مأساوية هو أن التعبير عن الاحتجاج والانتقاد وحتى تقديم الشكاوى بهذا الخصوص ليس لها أقل أثر وتأثير. وما استطعت القيام به هو محاولتي لفت أنظار القيادة لهذا الخطر والتأثير السيء والمدمر على وحدة الحزب السياسية. ولكن من المؤسف أنها بقيت دون أية نتيجة تذكر.
  • إنني لا أعرف أين يقف الحزب من الناحية السایسیة و العملية والاجتماعية. ومن المؤسف أنني لا أرى أية علائم سياسية واجتماعية لوجود الحزب. فما هي مشاغل القيادة لإخراج الحزب من هذه المكانة؟ ربما يكون الحزب حزباً صغيراً ولكن يجب أن تكون في جدول أعمال قيادته مساعي لتطويره وإنمائه وتقويته وتحويله الى قوة شيوعية جادة. هل وضعت قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي ذلك في جدول أعمالها؟ هل يمكن رؤية علامة ودليل على مساعي ومحاولات بهذا الاتجاه؟ ما أراه ليس سوى تفاؤل بمجموعة مشاغل لا علاقة لها بالنضال الطبقي لطبقة العاملة والصراعات السياسة والاجتماعية. والقيادة لا تعدو خلف الإجابة على هذه الأسئلة التي أثارها النضال الطبقي والصراعات الاجتماعية.

لا شك أن هذه المشاكل لم تظهر اليوم أو خلال الأشهر القليلة الأخيرة. هذه المعضلات قديمة في الحزب، وقد أصابتني هذه الأوضاع وعلاماتها بعدم الارتياح منذ مدة طويلة وزادت من ضعف أملي بالحزب. وبلا شك أن تحليلي هذا ليس بأمر جديد، فعلى الأقل تحدثت قبل الاجتماع الدوري الأخير للجنة المركزية في مكالمة هاتفية مع الرفيق سكرتير اللجنة المركزية وقلت إذا ما استمرت الأوضاع بهذا الشكل فإنني لا أستطيع الاستمرار بالعمل معكم، كذلك أشرت في (الى أين يتجه الحزب وأي تصور للحزب؟-بحث داخلی) الذى راسلت الى البلينوم 32، أن استمرار هذه الاوضاع في الحزب تقطع أمالي وتجعلني مضطراً للتفكير بسبيل آخر. تأييد قسم من رفاق اللجنة المركزية لتوجهات رسالتي تلك شجعني على الاستمرار بمحاولاتي بهذا الخصوص فكتبت بحثي الداخلي (من اجل بناء حزب سياسي موحد) الذي أهمل تماماً من قبل القيادة. وعلى أية حال فقد حاولت قدر استطاعتي الى جانب بقية الرفاق التصدي لهذا الوضع…وبالبحث الداخلي الحزبي في ميادين عدة، بالنقد واقتراح سبل الحل حاولت لفت أنظار قيادة الحزب الى المعضلات والمخاطر التي تواجه الحزب. كذلك سعيت في مواضيعي العلنية صياغة وعرض الخطوط العامة لسياسة طليعية وشيوعية كان من الممكن أن تساعد قيادة الحزب لاتخاذ سياسة صحيحة في هذه الميادين. هذه المحاولات استقبلت على صعيد معين بترحيب الكوادر والناشطين الشيوعيين، ولكنها استقبلتها القيادة بعدم الاهتمام وفي كثير من الأحيان بالسعي للتقليل من أهميتها واهمالها. طالبت قبل أسبوعین بهذه الرسالة؛ (الرفيق مؤيد احمد! تحية وبعد

في مقال ف.ع الاخير المنشور بصورة علنية اتهمني بـ “الرياء”، “الكذب”، “مشاركة البرجوازية تصورها لنيل نصيبه منها”، …عبر هذە الرسالة ارید اعرف ماهو موقفك كسكرتير اللجنة المركزية وموقف الحزب منها؟

بموقف إزاء أحد نماذج هذا النوع من التعامل الذي جرى نشره قبل أسابيع. وبموجب الأصول الحزبية والشيوعية كان واجب قيادة الحزب تكذيب وإدانة هذه الإهانات والتهم فوراً على الأقل دفاعاً عن حرمة الهيئات الحزبية والاعلان أن في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي ليس هناك من شخص مرائي وكذاب يكتب مقال سياسي لـ “مشاركة البرجوازية تصورها لنيل نصيبه منها،” ولكن قيادة الحزب لم تفعل هذا، وليس هذا فحسب، بل وأنها حتى بعد رسالتي لم تتخذ موقفاً و حتی لم استلم رد رسالتى لحد الان. هذه التهم أصبحت قديمة ونتيجة لاختيار قيادة الحزب الصمت، نالت آخذت هذە الاتهامات تاييدا و (لایکات) من قبل یسار هامشي ومُهمَل خارج الحزب و حتی من قبل بعض کوادر الحزب.

وعموماً فإن قيادة الحزب، وبدلاً من الرد الواضح على الانتقادات، سواء كانت الانتقادات السياسية أو التنظيمية التي وضعتها على الطاولة، وبدلاً من المعارضة أو الموافقة، اختارت سياسة الصمت والتجاهل والإهمال.

وبالأخذ بنظر الاعتبار كل هذا وعلاقتي بالحزب الشيوعي العمالي العراقي وكذلك تاريخ عملي السابق في هذا الحزب، والأهم من ذلك بالأخذ بنظر الاعتبار أنني وبمعزل عن ارادتي مقرون بالحزب الشيوعي العمالي العراقي بغض النظر عن موقعي التنظيمي، ويتم تفسير الأمر بهذا الشكل على صعيد المجتمع وخصوصاً بين صفوف الشيوعيين والحركة الشيوعية والعمالية، فإنني مضطر لاتخاذ هذا القرار. وفي الوقت الذي أعتبر فيه قرار انهاء عملي  قراراً مهماً بالنسبة لي بقدر أهمية القرار الذي اتخذناه أنا ومجموعة من الرفاق الآخرين لتأسيس هذا الحزب، ولكنه في الحقيقة أكثر صعوبة ومشقة بالنسبة لي. علاقتي بهذا الحزب واقتراننا ببعض على الصعيد الاجتماعي والحركة الشيوعية، لم يبقِ لي حتى مجالاً بالبقاء عضواً بسيطاً في الحزب رغم كافة الانتقادات والخلاف السياسي الذي لدي مع الحزب. اختيار الصمت والبقاء في الحزب كعضو صامت ليس بأمرٍ مناسب لي، على الرغم من أنني جربت في الفترات السابقة نوعا من هذا الأمر وتبين لي عملياً أنه غير ممكن وليس بمناسب قطعاً.

لو كانت أوضاع الصحية تسمح لي، لكنت رشحت نفسي لأعلى المستويات الحزبية وسعيت حسب قدرتي لإخراج هذا الحزب الذي أسسناه معاً من هذا التخبط وهذه الأوضاع. ولکن أوضاع الصحية لا تسمح لي (علی الاقل الآن) بخيار من هذا القبيل.

وبالأخذ بنظر الاعتبار هذه الوقائع، فإن السبيل الوحيد بالنسبة لي، رغم مشقة الأمر وصعوبته، هو الانفصال عن الحزب. هذا تشكل بالنسبة لي وضعاً بحيث لا أتحمل وزر ومسؤولية هذه السياسات والممارسات التي لم يكن لي في الواقع أي دور في صياغتها وتطبيقها، بل أنني كنت منتقداً لها في أغلب الأوقات. في نفس الوقت فإن هذا يمنحني إمكانية عرض وطرح أي بحث سياسي وحتى أي نقد لدي متى ما رأيته مناسباً بشكل واضح وصريح.

إن هذا يؤسس لعلاقة أوضح وأكثر سياسية وأكثر شيوعية وأكثر صراحة بيني وبين الحزب الشيوعي العمالي العراقي و قیادتە، علاقة هي برأيي في صالح الجميع، أنا والحزب والشيوعيين والحركة الشيوعية أيضاً.

وهنا أود القول أنني لا أسعى وليس غرضي التشجيع على تصعيد اليأس من الحزب الشيوعي العمالي العراقي. وكما قلت لو كان ممكناً لبقيت عضواً في الحزب، ولكن علاقتي السابقة مع الحزب لم تترك شخصياً مجالاً لهذه العلاقة بالنسبة لي. وبلا شك أن قراری هذا لن تغير أي شيء من رفاقتي وصداقتي ونضالي المشترك وحتى مشاركتي الفكرية معكم خصوصاً مع أي رفيق يشاطرني هذه المشاعر والمشاركة. إن تاريخاً طويلاً من العمل والنضال الشيوعي في صفوف الحزب الشيوعي العمالي العراقي هو بالنسبة لي موضع فخر وأهم فترة من فترات حياتي السياسية. وقد كان ذلك النضال ممكناً بالشراكة النضالية والتخندق سوياً معكم. إنني أكن لرفاقتكم الكثير من الاحترام والتقدير، كذلك أود أن تكونوا على طمأنينة وثقة أنني سألتزم بشدة بتلك العلاقة السليمة والصداقة مع الحزب وقيادة الحزب على أساس الاحترام السياسي المتبادل، وآمل وأتمنى ألا تلتزم فقط قيادة الحزب بهذا، بل وأن يلتزم كذلك كوادر وأعضاء الحزب أيضاً به وأن لا يتم السماح بالخروج عن هذا المبدأ.

أشد على أياديكم وأتمنى من صميم قلبي النجاح لكم

ريبوار أحمد

٢٨ أيلول ٢٠١٧

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here